Wednesday, July 27, 2005

يحدث في مصر: دعوة بناءة

بدءاً من ظهر الخميس 28 - 7 - 2005 في حديقة ساقية الصاوي: اتركوا وردة ، أقيدوا شمعة ، خطوا عبارة ، اتلوا آية ، ضعوا صورة ، ارسموا لوحة
شاركونا في التعبير عن مشاعر الحزن على ضحايا التفجيرات الارهابية ، و في اعلان آرائكم في مواجهة الارهاب
تقوم الفكرة على تنظيم رد فعل شعبي ضد الهجمات في صورة فنية هادئة كما حدث بعد تفجيرات مدريد و لندن. ركن صغير يضع كل واحد فيه ما يعبر عن تضامنه مع الضحايا: ورقة بأسمائهم، شموع، آيات من القرآن أو من الإنجيل، كلمة رقيقة، وردة أو باقة ورود، لافتة....إلخ
الأمر متروك لإبداع كل واحد لن يكون هناك تظاهر ، ولا تجمع ، ولا هتافات ، ولا لافتات معادية للنظام. الهدف واضح و هو رفض شعبي هاديء للإرهاب الذي هو عدو الجميع. سيستمر الأمر بإذن الله أياماً عديدة بعد ذلك ، فإذا لم تستطيعوا الحضور يوم الخميس القادم ، فيمكنكم الذهاب للساقية في أي يوم تال

Invitation: Starting from Thursday 28/07 at noon, in the garden of el sakkia (in Zamalek), you can leave anything to express your feelings about what happened in Sharm el-Sheikh and about terrorism.Just put anything you want, a picture, a poem, a candle, flowers...No protest, no politics and no demonstrations! Just saying no to Terrorism, our common ennemy.It will be open for sometime after this Thursday, so come anytime you like!

ملحوظة: لا أعرف من أطلق الدعوة في الأساس ولكني أكررها لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس

Sunday, July 24, 2005

الموت إرهاباً

كنت أستعد أن أعود إلي الكتابة في المواضيع التي أجلتها بسبب الحدث السعيد الذي ملأ حياتنا في الأيام الماضية، وعندي من هذه المواضيع نحو عشرة في انتظار توفر الوقت...ثم حدث ما حدث في شرم الشيخ. وصحيح أن ما حدث لم يكن "مفاجأة" بالمعنى المعروف، وصحيح أنه لا يأتي بألوانٍ أو أشكالٍ جديدة على المشهد العالمي، إلا أن الحزن في القلب والغضب في الإرادة لا يتركان مكاناً لأي شيء آخر...وعلى ذلك، فليكن عن الإرهاب الحديث.
***
المشهد الأول:
الخميس مساءً، سهران في العمل، وحوار سريع مع مديري عن تفجيرات لندن الأخيرة... كان يتساءل: "إذا كان هؤلاء يفعلون كل ذلك وقد جُردوا من البلد التي كانوا يتدربون فيها، والأموال التي كانت تأتيهم بلا حساب، وانقلب عليهم الغرب الذي كان يحميهم، وتبرت منهم بلاد العرب التي كانت تمنحهم الموارد البشرية... وهم مع ذلك لازالوا قادرين على الإيذاء... إذن ما الذي كان سيحدث لو تُركوا طوال هذه السنوات، أكنا سننتظر حتى نراهم يحكمون كل الوطن الإسلامي والعربي؟؟؟". وجملة عابرة لم أدرك أنها ستكون ذا مغزى مختلف بعد ساعات: "لا يمكن منع العمليات قبل حدوثها".
***
المشهد الثاني:
الجمعة صباحاًً، ألمح في بيت أحد الأصدقاء كتاب "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، وكنت قد قرأته منذ شهور. أتناوله بفضول عاش معي على مر السنوات، وصرت لا أقدر أن ألمح كتاباً إلا وأشرع في قراءته. أفتح - بلا قصد - خطبة الشيخ عن "الجهاد" و"حرب الكفار"، ومشهد تجنيد الطالب طه في الجماعات الإسلامية، ليصير بعد فصول من التدريب أحد كوادر الإرهابيين ذوي القناعة العميقة بأن ما يفعلونه هو لوجه الله ورفعة الإسلام.
***
المشهد الثالث:
الجمعة مساءً، ذهبت لأقوم بعمل تحليل الغدة الدرقية لأميرتي الصغيرة، وهو تحليل يتم في الأيام السبعة الأولى بعد الولادة، باستخدام جهاز صغير يشكها شكة صغيرة في كعب القدم، ولا يفترض أن يسبب أي ألم. فاجأنا الرجل في معمل التحاليل بنظرة لا تخلو من طمع، وأصر أن هذا التحليل لا وسيلة له إلا أن يحقن الصبية في الوريد ويسحب ما لا يقل من ثلاثة سنتيمترات مكعبة من دمها !!!!!!!!!!!! كان يتحدث عن سحب الدم بشراهة، يقول "عايزين دم كتير"، كأنه سيستخدم هذا الدم في وجبة شهية. شعرت بعدم القدرة على التنفس، وبأن هذا السفاح يجد متعةً ما في وصف نوع من الألم لا تحتمله صغيرتي. تحديت ما يقول وكذبته، لأكتشف في زلة لسان منه أنه يعلم جيداً أن التحليل يمكن عمله بالشك، ولكنه لا يمتلك الجهاز أو لا يعلم كيف يستخدمه، ولا يريد أن "يخسرني" كزبون. حملتها وانطلقت خارجاً من المعمل وأنا أشعر أني أهرب بها من أولى معاركها مع الظلم والإهمال والفساد في هذا العالم. ركبت السيارة وأنا لا أتماسك نفسي من الغضب والكراهية...عمرها خمسة أيام وبالفعل صار دمها تجارة!!!
***
المشهد الرابع:
سمعت أخبار شرم الشيخ في الثانية صباحاً، وكنت أحتفل مع الأصدقاء بخطوبة أحدهم. رجعت إلى البيت مسرعاً لأشاهد الأخبار، كنت متعباً ونمت أمام التلفزيون، وحلمت...حلمت بالرجل من المعمل، ورأيت وجهه يتحول إلى شيء أشبه بخليط عجيب من أيمن الظواهري والخوميني والإسلامبولي وآخرين ممن ترتبط وجوههم في عقلي بقسوة الإرهاب. تضخم هذا الوجه المسخ حتى ملأ شاشة الحلم. ثم رأيته يمسك بطفلتي، ويقول: "عايزين دمها، حناخد دم كتير، هاهاهاهاها"...
استيقظت وأخذت أبحث بين القنوات عن شيء ينسيني هذا الحلم المشئوم، لكن كل ما أشاهده هو دمار وألم ودموع أشخاص لا ذنب لهم ولا حول لهم في هذا الموقف العصيب. جاءتني مكالمة من أهلي تخبرني أن إبنة خالتي كانت في فندق غزالة لحظة الإنفجار، وبأنها بخير والحمدلله. صار الحدث قريباً جداً، هؤلاء الأوغاد يحاولون قتل كل من أحب!!!
***
المشهد الخامس:
وإلى الصديقة الجديدة، أهديها هذه الكلمات، وكنت أتمنى أن تكون عن "الفرح" فإذا بها عن الغضب، فإليها اعتذار مقبول إن شاء الله:
***
جاءني الأوغادُ، يا أبتِ، يريدون قتلي
يريدون اغتيالَ بَرَاءتي، وضياعَ سُبُلي
جعلوا السيوف على رقبتي، وضعوا الحرائق في فمي،
ضحك الأوغادُ، يا أبتِ، لألمي وذلي
مزقوا عني الثياب، مزقوا لحمي وشرفي،
احتسوا دم وريدي، في كؤوس من تَشَفّي
أصدروا عني الفتاوى والشرائع
حللوا كل المذابحِ والكبائرِ والجرائمِ والفظائع
بالوا على كل المعاني في حياتي، بللوا الأرضَ بدمعي،
وانتشوا، يا أبت، وهم يعلنون، أنهم قد سرقوا حُلمي
وأن الفجر قد صار بعيداً، وليس في الساعاتِ نورٌ بعد ليلي
***
قل لي متى، أيها المحبوب، تأتي، فيلوذون هرباً
متى تأتي فتحرق دنياهم جحيماً وغضباً
متى تدفع السيف عني، وتحيك لي من الأبيض ثوباً
وتجفف عني دموعي، وترد قلبي في ضلوعي
وتطمئنني بأن الفجر آتٍ، وأن الحلم باقٍ،
وتزرع الدنيا سلاماً وحباً
ومتى يأتي اليوم، يا أبتِ، لا نراهم من جديد
وأنام في ذراعيك وأحلم، مثل عصفور وليد
قل لي متى
***

Wednesday, July 20, 2005

اليوم الأول، سعادة لا تحكيها الكلمات

نعم...صرت أباً، وكل الحروف والكلمات لا تعبر عن نقطة واحدة من سعادتي
أشعر بالجنون وبالعجز عن أن أحكي - أو حتى أقترب من بعيد - من وصف حالة من "الروعة"...
حالة من الارتواء من البئر العميق المسمى "ملء الحياة
فكأنما هذه الصغيرة الساكنة قد أتت لنا مباشرة من الجنة، من عالم لا التباس فيه، عالم مصنوع من النور والحب...
عالم يرى سكانه الحياة في بساطتها وجمالها، وهي من هذا العالم قد أضاءت جوانحنا
***
***
مرت علينا الساعات صعبة في انتظار الحدث،
لكنني - وربما من أكثر المرات في حياتي - كنت كالساكن في بيت من الإيمان العميق
بأن الراعي الذي قادنا حتى هذه اللحظة بسلام هو القادر أن يحفظ الطفلة وأمها
وحين أبصرت لحظة الولادة الأولى، كانت الأرض والسماء تنشدان في عقلي أروع التراتيل
***
تساءل الأصدقاء المدونين عن الإسم...
قد سمينها "تيا" (Tia) وهو باليونانية يعني أميرة، وجدير بالذكر أن هذا هو نفس معنى إسم الأم
وهكذا صرت أسكن بالبيت مع أميرتين (وربما من حقي الآن أن أطالب باللقب الملكي)
وقد يفضل البعض في مصر أن ينطقها Thea، وهو باليونانية أيضاً إلهة، لكنني أكتفي مبدئياً بمملكة الأرض (هذه نكتة!!!)
وقد اكتشفت اليوم أن نوال الزغبي لها أغنية بنفس الإسم، وغالباً ستتحول في بيتنا إلى النشيد الوطني
***
مر يومان، ويتكرر في عقلي ألف مرة نص الأبناء -النبي، جبران خليل جبران - (بالصوت أيضاً)
أتحاور مع نبي جبران، وتأتي من الأفكار أفكار...
إن أولادكم ليسوا أولاداً لكم
إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها
بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم
ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم
***
أشكر الحياة، لأنها سمحت لي أن أكون "الأداة" التي تُشكل بها حياة جديدة، تشبع بها اشتياقها إلى ذاتها
وأعلن - وأنا في كامل قواي العقلية - أنني لا أملك من صغيرتي إلا حبي لها، وفرحي بأنها هي
وأعرف - بمنتهى الموضوعية - أن كل يوم يمر علي وأنا "الأب" سوف يكون بمثابة اختبار لمدى تمسكي بهذه المجانية
***
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكن لا تستطيعون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم،
لأن لهم أفكاراً خاصة بهم
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم، ولكن نفوسهم لا تسكن في مساكنكم
فهي تقطن في مسكن الغد، الذين لا تستطيعون أن تزوروه ولا في أحلامكم
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم، ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء، ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس
***
هل يُسمح لي فقط أن أفتح نوافذ حجرتها وأعرفها بالأبعاد والمسافات؟؟
هل أقدر أن أكون النسيم الذي يهمس في أذانها بالعلامات، دون أن تمنعها ضوضائي أن تسمع موسيقى الحياة؟؟
هل ستعلمني الأيام كيف أحكي لها الماضي، وأترك المستقبل يحكي لها عن نفسه؟؟
***
أنتم الأقواس، وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق الانهاية، فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى
لذلك فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة
لأنه كما يحب السهم التي يطير من قوسه، هكذا يحب القوس التي تثبت بين يديه
***
يا أيها الرامي، يا صانع المعنى، يا أيها الفخاري الفنان...
علمني كيف أكون كالشراع وأترك ريحك تقود مركبنا
علمني كيف أكون كالزجاج وأترك نورك يضيء منزلنا
علمني كيف "لا أكون" بل تكون أنت لها ولنا كل شيء
***
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد ذكرني حديث الولادة بأغنية البداية في مسرحية "أحزان أورفليس"
المسرحية كتبناها -جماعة- في ورشة عمل استمرت عاماً كاملاً، واستوحينا فيها نبي جبران،
ولها حديث أو أحاديث مقبلة، وللحديث عن المسرح أيام قادمة في مدونتي
أما الأغنية، فهي احتفال بمولد طفل جديد في مدينة أورفليس، أقدم لكم كلماتها، وأحاول في مرة قادمة أن أضعها مغناة
***
يامدينةً تزيني بالذهب ... فاليوم قد ولد كريم النسبِ
بطلٌ يأتي بالمنى والعجبِ...وحبيبٌ متى نطق فبقول نبي
الفجر شق، شقشق وبان في عيون صبي
والقلب دق، قال أما دق، الحب هيكون مذهبي
وعيون جُمال، زي العيال، مليانة ألف وميت سؤال
يا أهل البلد
رغم الضباب، إبننا، مرقت سفينته في العباب
بعد الغياب، طفل ابتسم
على كل باب، رسم الجواب فرح وألم
رسمك صبية يا مدينة...غجرية قاعدة عالمينا
ماشية الحياة بينا سفينة...وفيها ريس ومراكبي
يامدينةً تزيني بالذهب ... فاليوم قد ولد كريم النسبِ
بطلٌ يأتي بالمنى والعجبِ...وحبيبٌ متى نطق فبقول نبي

Saturday, July 16, 2005

ساعات وتساؤلات، في انتظار المعجزة

ساعاتٌ معدودة، قد تمتد على الأكثر إلى أربعين، وأصبح - إن شاء الله - أباً
أشعر بالرعب - إن جاز التعبير-،
الثواني، ودقات القلب، في انتظار أن تبدأ آخر فصول المعجزة، ويحدث شيءٌ ما يدفع بالإبنة المُنتَظَرَة أن تشق لها طريقاً إلى النور، فتراها عيوننا المشتاقة، ولا ترانا عيونها المغلقة...
قبل أن تنقضي الساعات الأربعين، يكون قد مر أحد عشر عاماً على يوم لا أنساه، لأنني رأيت فيه المرأة التي أحببت، أحد عشر عاماً، وها هي الآن تحمل وتلد لي إبنة...
أنظر إليها، وأشعر في عيونها بقلق الانتظار، أطمئن نفسي أن معجزتنا الصغيرة تأتي في ذيل مليارات المعجزات اليومية منذ إنقسام الخلية الأولى في التاريخ. لكنني أريد أن أصرخ بأعلى صوت، أن ما يأتي في مقدمة كل شيء، هو أن تبقَى لي سالمة، وأن تشاركني فرحي أو حزني...ويحدث بعد ذلك ما يحدث...
لكن طمعي يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير،
أُصَلّي من أجل طفلة أمنحها بعضاً من الحب الذي مُنح لي بكل مجانية، إبنة ترى الله في كل شيء، مراهقة تختار بمنتهى الحرية أن تتعلم من كل أخطاءها، وامرأة تعشق وتعطي للحياة حياةً جديدةً من داخلها...
وتمتد أحلامي إلى اللانهاية...
أُصَلّي من أجل وطن كريم تنمو فيه طفلتي، وعالم لا إرهاب فيه ولا فساد ولاخداع، ودائرة هائلة من الحب تضم الصغيرة في أحضانها
وأشعر مجدداً بالرعب...هل سأكون ذلك "الأب" الذي تتمناه إبنتي؟؟ أم سأكون -فقط- ذلك "الأب"؟؟ وهل سيشكل ذلك أي فارق؟؟
هل ستبني يداي ذلك العالم من أجلها؟؟ أم تراها عيناي تتخبط في نفس الطرقات التي فيها مشيت قبلاً؟؟ وهل سيشكل ذلك أي فارق؟؟
وأتساءل أخيراً - في لحظة من الأنانية الصادقة - هل سأفقد البقية الباقية من ثورتي ودهشتي ومراهقتي، لأن "متطلبات المرحلة الجديدة" هو أن تنسحب الأمواج القديمة إلى البحر الهاديء، لتترك الأمواج الصغيرة تلهو على الشاطيء؟؟؟
ساعات وتأتي كل الإجابات من تلقاء نفسِها، وتأتي معها بالمزيد من التساؤلات...
أنظر أخيراً إلى الزوجة الحبيبة، وأهديها كلمات كُتِبَت لها منذ عامين، ولم تقلل الأيام من حقيقتها...
***
مازلتُ أراكِ سيدتي...بعيون العاشق لا الزوج
مازالَ الحب يحركني، كالريح الحرةِ والموج
يمتلئ بحبك تاريخي، والحبُ يزيد مع العمر

وتعيش حكايتُنا فيكِ، فاليوم سيبقى وإن مر

***

الطفلة فيكِ مازالت، تضحكني وتنير البيت

مازالت تلعب في شعري، وتحب النوم على صدري

مازالت تجري لو سمعت صوت مفاتيحي لتلقاني وتقول: "أتيت"

***

وغريبٌ سيدتي أنكِ، رغم طفولتك عاشقةً

فهناك بركن في قلبكِ، تحيا وتثور مراهقة

مازالت ترتعش بكفي، ويطل الخجل من الطرفِ

مازالت تحلم كالفتيات بالفارس يأتي من النجمات

ويفض كنوزاً وروايات، حفظتها قلوبٌ مغلقةٌ

***

امرأةٌ كاملةٌ أنتِ، كالملكة في هذا البيت

كسلامٌ...تراتيلٌ وغناء...كالدفء يبدد كل شتاء

يا أختي، يا رفيقة دربي...يا صديقة عمري ويا حبي

أنا حين أحبك، أعشق ألف امرأة

ليست كلاً منهن يا سيدتي...إلا أنت

Tuesday, July 12, 2005

فزورة الكراهية بين الأديان: ما هو الحل؟؟

الكثيرون قرأوا كتاب "شيفرة دافنشي"، وأثار ذلك فيهم العديد من التساؤلات، وأظن أن إبراهيم عيسى في برنامج من أول السطر (دريم) هو الذي كان يقول إن هذا الكتاب، وفيلم آلام المسيح لمل جيبسون، قد أثارا حالة عالمية من الرغبة في البحث في تاريخ نشأة المسيحية، حتى في الأديان المختلفة، فقد زادت مؤخراً مثلاً مبيعات كتب بعناوين مثل "المسيحية من منظور إسلامي" وعناوين شبيهة.
وأرى أن أي نوع من البحث عموماً، ومن البحث في تاريخ ومقارنة الأديان خصوصاً، هو من أمتع الأشياء في الدنيا، وأقربها إلى قلبي، فهي تمنح الباحث شعوراً بمدى غنى التجربة البشرية وتنوعها، ومدى التواصل والتأثير المتبادل بين كل مرحلة في رحلة البحث عن الله.
وطبعاً هذا الكلام غير معمم، فالكثير من هذه الاجتهادات يحمل في داخله رغبة عميقة في إثبات أن الآخر على خطأ، وأن ما أعتقده في الأساس هو ما يجب تأكيده، وحول هذا الموضوع كنت أتحاور اليوم مع صديق عزيز، وثارت في الحوار العديد من الأفكار...وهذا في حد ذاته ممتع كل الإمتاع
سألني: ألا تعتقد - بعد كل ما قرأت - أن إدعاء الأديان امتلاك الحقيقة المطلقة وأن الآخرين كلهم على خطأ، هو في حد ذاته نوع من الإسفاف، وسبب طبيعي لكل المشكلات التي نعيشها من تعصب وعدم قبول بين الأديان؟؟
احترت بصراحة، فعندي على هذا السؤال إجابتين:
الأولى، أقولها كإنسان، هي أن إيماني العميق هو أن طرق الله لا تعد ولا تحصى، وأنه قادر أن يصل لكل إنسان بإسلوبه الخاص، وأن حدودنا البشرية في الفهم والتطبيق تجعل الفوارق بين الأديان مثل الفرق في المسافة بالنسبة لطفل يحبو، في طريق يمتد لألف ميل، وآخر يمتد لألف ألف ميل...ما الفارق؟؟ لا شيء. وعلى هذا يا صديقي، فإني مستعد - كإنسان - أن أدين معك بأعلى صوت كل من يتجرأ ويحاول بناء بيته على أنقاض بيت الآخر.
***
***
أما الإجابة الثانية، فأضع نفسي فيها مكان هؤلاء الذين يفعلون ذلك، وأدرك أنه على مدى التاريخ، لم تصمد فكرة واحدة إلا باللجوء لنوع من أنواع العصبية القبلية، وأعني بها رسم دائرة حول الفكرة، وتمييز ما يقع داخل الدائرة بمنتهى الوضوح عما يقع خارجها. كل الأفكار بلا استثناء: الأوطان، السلالات، المدارس الفنية، المدارس الفلسفية، الأحزاب السياسية، المهن والنقابات، وحتى الفرق الرياضية، وليست الأديان باستثناء من ذلك بأي حال. وقد أدرك رعاة الأفكار المختلفة هذه الحقيقة منذ فجر الحضارة، وأخذ كل منهم على عاتقه مهمة تأسيس كيان شبه-قبلي يحيط بفكرته ويمنحها الحماية. وبغض النظر عن مدى "عصبية" الشخص تجاه فكرته، فقد صار إضفاء هذه الحماية القبلية مسئولية حتمية على عاتق راعي هذه الفكرة
***
***
تخيلوا مثلاُ رئيس نادي الزمالك يقول بمنتهى الصراحة أن الأهلي نادي عظيم وجميل وأن أي شخص يفتخر بتشجيعه وأن مشجعي الزمالك يخطئون جداً بسب النادي الأهلي...تخيلوا لو قال كل رؤساء الزمالك نفس الكلام - الذي هو موضوعي وحقيقي - على مدى عشرة أعوام، هل ستقوم للزمالك قائمة أو يكون له مشجعين؟؟
تخيلوا الكاهن الأرثوذكسي يتكلم في وعظاته عن ميزات الكنيسة الكاثوليكية، أو بابا روما يقضي وقته في الحديث عن روعة الإسلام...
تخيلوا رئيس إسرائيل يقول أنه لا يهتم من يفوز بالحرب، الإسرائيليون أو العرب، بإعتبار أنهم جميعاً بشر - وهذا حقيقي بالفعل -.
تخيلوا أي شخص، يتكلم بصدق عن مدى محدودية فكرته - وهذا حقيقي بالطبع -، وعن كل الأفكار المنافسة التي تشترك معها في نفس قيمتها بالحياة...
ألن تكون هذه - للأسف - نهاية هذه الفكرة وكل جماعتها؟؟
ألا يكون من الظلم أن نطالب إذن القائمين على هذه الأفكار أن يتوقفوا عن بيع قبليتهم لأتباعهم، مادامت هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على ما إئتمنتهم عليه جماعتهم؟؟
وفي نفس الوقت...
ألا ينبغي علينا أن نكون في منتهى السعادة أننا لسنا في موقع هؤلاء المساكين، الذين لا يملكون حق الموضوعية والحياد، وأن نشكر الله أن لكل فكرة راعٍٍ أو مئة راع، ولها عشرات الآلاف والملايين من "التابعين" الأحرار...ألا تطرح هذه النسبة حلاً مباشراً لمشكلة صراع الأديان...
هل عرفتم حل الفزورة؟؟ الحل لا يبدأ من فوق، الحل بيننا هنا والآن...

Sunday, July 10, 2005

تعالوا نكتب خمسين قسم أبقراط جديد

قال أبقراط إني أقسم باللَّه رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج وأقسم بأسقليبيوس وأقسم بأولياء اللَّه من الرجال والنساء جميعاً وأشهدهم جميعاً على أني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط وأرى:

1) أن المعلم لي هذه الصناعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي. وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لأخوتي وأعلم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط أو حلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة وأما غير هؤلاء فلا أفعل به ذلك

2) وأقصد في جميع التدابير بقدر طاقتي منفعة المرضى وأما الأشياء التي تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فامنع منها بحسب رأيي ولا أعطي إذا طلب مني دواء قتالاً ولا أشير أيضاً بمثل هذه المشورة وكذلك أيضاً لا أرى أن أدني من النسوة فرزجة تسقط الجنين وأحفط نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ولا أشق أيضاً عمن في مثانته حجارة ولكن أترك ذلك إلى من كانت حرفته هذا العمل

3) وكل المنازل التي أدخلها إنما أدخل إليها لمنفعة المرضى وأنا بحال خارجة عن كل جور وظلم وفساد إراديّ مقصود إليه في سائر الأشياء وفي الجماع للنساء والرجال الأحرار منهم والعبيد

4) وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى وأسمعها في غير أوقات علاجهم في تصرف الناس من الأشياء التي لا يُنطق بها خارجاً فأمسك عنها وأرى أن أمثالها لا ينطق به

فمن أكمل هذا اليمين ولم يفسد شيئاً كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائماً ومن تجاوز ذلك كان بضده ناموس الطب

هكذا تكلم أبقراط...

ومن بعده أقسم الأطباء هذا القسم ملايين المرات، وبغض النظر عن مدى التزامهم به، فهو يبقى علامة فارقة في تايخ مهنة الطب، ومرجعاً أقرب إلى الدستور والعهد. وفي قسم أبقراط دروس لا تحصى، فهو يقسم بأولياء الله من النساء في زمن لم تكن المرأة فيه سوى "شيء للمتعة"، وهو يعمم قسمه على الأحرار والعبيد، ويقرر مسبقاً عدم قطع أرزاق الآخرين العاملين في مهن مشابهة...

وأثار كل هذا في داخلي سؤال جديد...

أيحتاج الأطباء فقط إلى أبقراط؟ أليس المهندس المسئول عن إصلاح شركة، والمحاسب المسئول عن مراجعة مصروفات، والسياسي المسئول عن تنمية وطن، والمدرس المسئول عن تربية جيل، والبواب المسئول عن أمن عقار، والصحفي المسئول عن كشف حقيقة، والصيدلي المسئول عن صرف دواء، والساعي المسئول عن عمل الشاي والقهوة، والبائع المسئول عن إنهاء صفقة، والعامل المسئول عن إنتاج منتج، والفني المسئول عن تصليح عطل، والعالم المسئول عن اكتشاف حقيقة، والأديب المسئول عن امتاع عقل، والسائق المسئول عن توصيل ناس، والشرطي المسئول عن تنظيم مرور والمحامي المسئول عن الترافع عن متهم... و..و.. كفاية كدة

ألا يحتاج كل من هؤلاء أن يقسم أن يحترم من علمه، وأن يعلم آخرون، وأن يسعى دائماً للمنفعة، وأن يمنع الضرر، وأن يبتعد عن الظلم والفساد، وأن يحفظ أسرار من يأتمنونه عليهم... تخيلوا معي، كيف يمكن أن تكون الحياة، لو كان كل واحد من هؤلاء "يكمل هذه اليمين ولا يفسد شيئاً كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها"

تخيلوا معي هذا العالم الجميل، ودعوني أقترح عليكم شيئاً

كل منا يعمل بمهنة مختلفة عن الآخرين، فإذا قام كل منا بكتابة اقتراح لقسم "أبقراطي الطابع" لمهنته أو لمهنة يعتبر أنها تفتقر تماماً لهذا النوع من ثقافة شرف المهنة، فسيمكننا أن نخرج بعدد من المواثيق تغطي معظم المهن العامة...

في الخارج، هناك الكثير من المنظمات الغير-حكومية لديها قسم من هذا النوع، وهناك شركات لديها قسم أبقراط الخاص بها، يمكنني أن أعطيكم الكثير من الأمثلة لو طلبتم، وربما يجدر بالمدونين المصريين والعرب أن يكون لهم قسمهم أيضاً.

هناك سببين واضحين يجعلوني أعتقد أن هذا اقتراح جيد: أولاً، إنها طريقة إيجابية في تحديد الأشياء التي لا تعجبنا في ممارسة الناس لوظائفهم، فبدلاً من أن ننتقد الغير موجود، نتحدث عن المطلوب. ثانياً، أعتقد أن ثقافة "ميثاق الشرف" هي ثقافة مفتقدة تماماً في مصر، ومجرد الحديث عنها، و"عمل دوشة" ربما يساعد في تحريك هذه الثقافة ولو مليمترات.

في انتظار تعليقاتكم

ملحوظة أخيرة: إلى كل المهتمين بتحليل شخصية المدون المصري، برجاء ملء هذا الاختبار وارسال النتائج في أقرب وقت

Saturday, July 09, 2005

تحليل شخصية المدون المصري...محاولة هندسية

ثمانية مدونين مصريين على الأقل قاموا بملء هذا الاختبار، وبما أن الطبع يغلب التطبع فلم أستطع أن أقاوم أن أسأل نفسي: هل يوجد ما يميز شخصية المدون المصري؟ هل هناك ما يجمعنا في الصفات؟ وفي أي التوجهات نختلف؟
وبالتالي قمت بهذا التحليل البسيط، أولاً جمعت كل النتائج ووضعتها على رسمة واحدة
***
***
ثم حسبت من النتائج المتوسط لكل نوع شخصية، ومن ذلك تبين أن أكثر الصفات ثقلاً هي "بعد-الحداثة"، تليها في الترتيب "الثقافية الإبداعية" ثم "الوجودية والمثالية. وعلى الجانب المنخفض، أتت الرومانسية ثم الحداثة ثم المادية ثم في آخر الصف تماماً الأصولية
ثم حسبت أيضاً الاختلاف بين الاجابات، وتبين أنه كبير، بالذات في المادية والحداثة والوجودية، حيث اختلفت درجاتنا ما بين مرتفع جداً إلى منخفض جداً، وأخيراً حسبت المنطقة الدافئة التي تضم إحصائياً 69% من المدونين وهي تساوي المتوسط زائد أو ناقص درجة الاختلاف
UL (Upper Limit) & LL (Lower Limit)
***
***
وأخيراً رسمت المتوسط والحد الأعلى والأدنى للمنطقئة الدافئة، وبغض النظر عن مدى استيعابك للإحصاء فالصورة تشرح نفسها
***
***
طبعاً هذا الكلام يستفز الكثير من الأسئلة
س: من هم المدونين؟
س: هل كل هذا له معنى؟
ج: غالباً لا، فالمسابقة أصلاً مشكوك في دقتها، وعدد 8 قليل للخروج بنتائج، ربما لو أرسل لي 30 مدون نتائجهم ستصبح النتائج أدق، لكن الغريب أن النتائج تبدو منطقية، نحن بعد-حداثيون، مثقفون مبدعون وبالتأكيد لسنا أصوليين أو ماديين
س: أليس كل هذا الكلام نوع من الرفاهية الفكرية؟
ج: بالتأكيد، لكن النهاردة الجمعه أجازة، خللي الناس تنبسط
س: ما هو النمط الفكري المفضل لك، مودرنيست، فاندمنتاليست أم إكزيستانسياليست
ج: أنا شخصياً أفضل الرقاصيست المونولوجيست

Friday, July 08, 2005

صندوق الاقتراع

صندوق الاقتراع
صندوق بُنِي قديم
مافيهوش ولا شيء سليم
حتى القفل المصدِي
ولسان معووج لئيم

وعليه كتابة باهتة
أولها جيم وميم
والعين ممسوحة خالص
مش فارقة ... حرف ناقص
ما الكلمة ضايعة أصلاً
والأمة في السديم
***
صندوق مسكين ولكن
له سلطان عالمساكن
وكل الساكنين
الصَوْلَجَان في حِجْرُه
واسم الحاكم بأمرُه
ومصير المحكومين
جواه أحلام كتيرة
والعصفورة الأسيرة
بعد أمَّا سَجَنها عُمرُه
بكرة تبان عالجبين
هو ملك الكراسي
والمرسوم الرئاسي
من بين أوراقه يطلع
بميلاد أو موت مبين
***
صندوق الاقتراع
قديم مش اختراع
موجود من ألف عام
وإحنا زي النعام
مغمّضين عيوننا
وبنشكي من الظلام
ياما شاف عجب العُجاب
وتاريخ مالهوش كتاب
ما بين غشاش بيكسب
في يوم الانتخاب
وأصوات بجْنِيه بتطلع
وأصوات بالضرب تُمنع
ومظاهرات السُباب
ومظاهرات الامتِنَاع
وهو برضه ساكت
صندوق الاقتراع
***
والناس غلابة موت
مش عارفين الحكاية
بيروحوا يدوا صوت
"نعم" زي الروبوت
وما فيش أبداً "كفاية"
***
والصندوق العجيب
مالهوش في الحكمة لون
ولا ليه في الكون أمان
فساعات بيجيب شارون
أو غاندي أو أنان
والسر ضلمة كالحة
في الشعرية ومصيلحة
ما هه كله في كفة واحدة
والغلطة في الميزان
***
صندوق اليانصيب
وصندوق المسابقة
ونفسي يامصر يبقى
الكسبان من ولادك
أصحاب القلب صافي
والكلمة حق صادقة
والوعد أصيل وكافي
مش بس كلام وصَدَقة
ونفسي يا صندوقي تبقى
حقيقة مش خداع
وساعتها تبقى حقه
صندوق الاقتراع

Thursday, July 07, 2005

الدنيا مسرح كبير...والدبة وقعت في البير

الدنيا مسرح كبير ... والدبة وقعت في البير
(قافية قديمة اخترعها رامي في أحد شطحات التمسرح الفكري)
الدنيا مسرح كبير، ولكل منا فيه دور أو أدوار يلعبها في أحد فصول المسرحية
والدور الذي اخترته لنفسي، تقريباً بلا تغيير منذ أولى مراحل الوعي، هو أن أكون "الملاح"
وتعريف دور الملاح معقد نسبياً، مثله في ذلك مثل وظيفة "المهندر" (مهندس العمليات الإدارية) التي هي وظيفتي
فالقبطان يعرف إلى أين المسير، والركاب والعمال والضباط يعرفون القبطان ويكفيهم وجوده وقدرته على قيادتهم ليقوم كل منهم بدوره، ولتكمل السفينة رحلتها
(ولم أقل لتصل إلى وجهتها، بما أن الوجهة هي الرحلة، والهدف هو الحركة)
أما الملاح، فهو يحسب كل المسافات، ويعرف طاقة المحركات، ومخزون الوقود، وهو من ذلك كله يقيس الممكن، ويقترح الأفضل ويترك القرار للقبطان
ومتى صدر القرار، فهو المسئول عن حساب الخلطة السحرية التي تحقق الغرض، وتوزيع الأدوار على كل من له دور
وكانت حياتي مليئة بالمواني، وبالقباطنة والركاب والعمال وهؤلاء الذين يتدربون ليقوموا يوماً بأحد هذه الأدوار
ثم انفض كل شيء
اطفئت الأنوار، وهجر الناس الكواليس، وصار المسرح الكبير صغير صغير...
وفي تلك اللحظة : الدبة وقعت في البير
وكانت البئر عميقة، وأخذ الصعود منها ما يقرب من خمس سنوات كاملة
والآن أعود إلى الميناء، ويعود إلىٍ المد
وأجد في استقبالي الأهل والأصحاب...وآه كم افتقدتهم
يلقاني رامي باحتفاء لا مثيل له
تأتيني مكالمة من أستراليا..."ألو، أنا باهر، بأكلمك أقول لك كمل كتابة"
تصلني الرسائل والتعليقات بنفس المعاني، من إنسان خردة للبيع، عماد ، ميلاد، الدكتور الأفريقي، وشموسة
وأجدني في حالة من الرغبة في الرقص، والرغبة في البكاء
تنتابني كل المشاعر
وأعجز عن النوم من فرط السعادة
فها أنا أخيراُ بين رفاق الطريق
أريد أن أشكرهم بلا حدود
وأن أطلب - بلا إلحاح - أن تستمر المساندة، حتى نخرج إلى عرض البحر
...
وكلمة أخيرة
الدنيا مسرح كبير...والدبة طالعة من البير

Wednesday, July 06, 2005

مذيعات وراء الحجاب

خبر سريع عن صدور حكم يسمح للمذيعات المحجبات بالعودة إلى عملهن في القناة الخامسة، ويطل بالتالي كأول سابقة في المحاكم المصرية من هذا النوع (حسب معلوماتي)، لتفتح احتمالات جديدة عديدة للتعامل مع قضايا سابقة، وحوارات صاخبة وصلت إلى مجلس الشعب "الموقر"
وأنا لست من المتابعين للقناة الخامسة، ولا أعلم أي شيء عن نوعية برامجها، وربما تكون المذيعات الخمس قد إتخذن قراراً صحيحاً باللجوء إلى القضاء. وربما تكون البرامج التي ينوين تقديمها مناسبة لهذا المظهر الجديد، لكن الموضوع بجملته (لا تفصيله) يثير لدي الكثير من الحيرة،
فما أفترضه، أن قرار إرتداء الحجاب يأتي موازياً لبعض الاختيارات الحياتية الأخرى، ليس من ضمنها الاستخفاف والاستظراف على شاشات التلفزيون، ولا تقديم الفيديو كليبات التي لا تعدو كونها نوع جديد من الرقص،
وبمناسبة الفيديو كليبات، فالإضافة الجديدة منذ شهرين كانت في ظهور أغنية لا أعرف إسمها ولا كلماتها، بطلتها فتاة مصرية محجبة، تترقص على غناء فتاها وهي جالسة على كوبري قصر النيل.
وأنا لا أعلم إن كان هذا قد حدث بالفعل، لكني أفترض أننا سنرى في القريب فتيات محجبات في الكليبات الغنائية لإعلانات السمنة والمكرونة وأرقام المسابقات.
وقد يأتي يوم، ويارب لا أراه، تتجرأ راقصة مثلاً وترفع قضية على صاحب الكباريه لأنه منعها من العمل بسبب الحجاب...
والمصيبة هنا أن أنصار الحجاب يرون في ذلك إنتصاراً لقضيتهم، وأنا أعتقد أن فيه الكثير من قصر النظر. فالتلفزيون والأغاني والإعلانات والكباريهات لن تتحول أبداً إلى أماكن متحفظة مهما إزداد عدد المحجبات فيها، وذلك لأسباب عدة تبدأ من طبيعة الإنسان وتنتهي بطبيعة المجتمع. أما ما سيحدث فعلياً، وقد بدأ يحدث بالفعل (وليت عندي إحصائيات مثلاً عن عدد المحجبات المتزوجات عرفياً)، هو أن الحجاب سيتم تفريغه مع الوقت من معناه الديني، وسيصبح شيء تفعله الفتيات "جايز ينفع في الآخرة"، إنما لا يرتبط إطلاقاً بالسلوك اليومي والإختيارات الأخلاقية. وأكثر المتضررين من ذلك سيكن الفتيات اللاتي يخترن الحجاب بوعي وتفهم لما يفترضه هذا الاختيار من احترام
وبالمناسبة الغير مباشرة، وبعيداً عن الجدل المعتاد حول حقيقة الحجاب كفرض أو سنة أو عرف ثقافي، فإن خبرتي كرجل - ولا أدعي فيها البراءة على كل حال - تقول أن فتنة المرأة لا تأتي من جسدها على الإطلاق، بل هي فتنة واعية تماماً، تصنعها المرأة من خليط من نظرة العين، والابتسامة، وإيماءة الوجه، والصوت ... فالسائر في شوارع أوروبا أو حتى الجالس على شواطئ العراة، لا يشعر بأي نوع من الرغبة، طالما نظرات وإيماءات من حوله بقيت بسيطة مسالمة لا غواية فيها، والفتاة المحجبة - في المقابل - لا تعدم أي من أسلحتها الفتاكة، إن هي أرادت أن تستخدمها، ولا يمنعها عن ذلك أن ما يظهر منها لا يتجاوز وجهها. وأنا في ذلك أشفق على هؤلاء الذين يظنون أنهم يتجنبوا سحر المرأة لو غطوها، فالأصل في الأمر هو أن يكون القلب بسيطاً، والعقل واعياً، والروح فيه من الخجل ما يحميه ويحمينا.

Blog1

Tuesday, July 05, 2005

خيبتي...أم غباء الوعود؟؟

استأذن أولاً، ألا أخوض فوراً في زخم الحوار حول الانتخابات المصرية، وبقاء الرئيس مبارك وفرصة السيد جمال (والألقاب هنا وضعت بالعند في حالة الإسفاف العامة السائدة هذه الأيام، والتي أظن أنها تنال من أصحابها بأكثر مما تنال من المستهدفين منها...ولاإيه؟). ولي في ذلك أسباب ثلاثة...

الأول هو أنني على اقتناع أن المدخل الصحيح للإصلاح هو من الفلسفة وليس من نظام الحكم، وسأشرح ذلك بالتفصيل في يوم آخر

والثاني هو أنني أفضل ألا تتحول كل قضايانا إلى قضية الرجل الأول، وكأن ذلك هو حل الحلول، فرأيي أن الإصلاح هو منظومة كاملة، والتعامل مع كل بعد فيها هو بقدر أهمية الأبعاد الأخرى، وسنأتي على ذلك في يوم آخر أيضاً

أما السبب الثالث والأهم، أو الأكثر واقعية، فهو أنني أريد أن أترك لنفسي مساحة من الأنانية الفكرية، أريد أن أركز على ذاتي، وأن أجعل قضيتي الأولى هي عودة الروح. ألست أنا أيضاً جزءاً من منظومة الإصلاح؟؟

واستأذن ثانياً، ألا تكون أول كتاباتي على قدر المرح المناسب لرسم الضحكة على الوجوه، فالقلب يعلوه الصدأ، والعين تحجبها الكآبة، وعلى كل حال، فأنا لا منافسة لي في ميدان الساخرين مع المبدعين في ذلك من الأصدقاء المدونين.

وبعد...

زمان، كانت حياتي تبدو مثل كتاب تاريخ لم يكتب بعد...

لكنه كان مليئاً بالوعود...مثل وعود قارئة الفنجان:

"يا ولدي، أراك فارساً في جيش ملء الحياة، قائداً للعسكر، وكبير حراس الملك...

ستخوض معارك وحروب...وستخرج منتصراً أحياناً، وتكون شهيداً للأحلام،

وسيعرفك الناس، بالحب وبالكراهية، لكن بصدق المشاعر...

فالناس يا ولدي يعشقون ويكرهون، وفي الإثنين علامة حياة.

وستعرف يا ولدي الحب، ألف مرة، وتكون كل مرة، كألف حب...

فقلبك يا ولدي هذا، لم يخلق ليحيا في عالم "العاديات" الممل،

ستسافر يا ولدي دوماً، على ظهر خيل من التساؤلات...

سترى كل أوطان الفلاسفة، كل إيمان الأرواح، وكل أفكار العقول،

وأنت في هذا السفر، ستحكي لكل من حولك، عن عجائب الدنيا التي لا يراها معظمهم

وأخيراً يا ولدي، ستكون أسيراً للفن،

فشقاوة الأطفال التي في عيونك، لا يشبعها إلا إبداع بلا حدود"

هذه كانت وعود حياتي، فأما المعارك فقد هربت منها، وأما الحب، فلم أنهل منه إلا ما هو مكتوب في كتب "المسموح"، وأما السفر فقد سافرت، لكنني نسيت ما شاهدت، ولم أحكيه إلا للقليلين، وأما الفن فقد ظل طوال السنين مجرد كلمة معلقة فوق حائط الأمنيات...

هل هذه خيبتي، أم هو غباء الوعود؟؟

Monday, July 04, 2005

البحث عن شيء صغير


رفعني رامي فوق ما أستحق في حديثه عن بدايات المدونات العربية "سنتين وأنا أحايل فيك"، وأظن أنه يقصدني بكلمة أحايل فيك ... فالحق يقال أنه قد حاول معي عشرات المرات لكي أعود للكتابة، والحق يقال أن هذه السطور الباهتة فيها من محاولة إرضاؤه قدر ما فيها من محاولة التنفس من جديد
والواقع الذي لا أحاول إخفاؤه هو أن العمر قد تقدم بي في خمس سنوات ما لا يقل عن ثلاثين سنة، وأنني قد أسقطت في الطريق شيئاً صغيراً جداً... هو مزيج من العبقرية والجنون، من الإحساس بالدهشة، وحب الحكمة، من الإيمان، والثورة، من الغضب، والجهل، والغضب من الجهل، من الرغبة التي لا تشعر بالذنب، شيئاً صغيراً من الحب
وعندما سقط هذا الشيء، سقطت الحياة، أما أنا فلم أشعر بأدنى رغبة في التوقف
لكنني الآن أصرخ، وأطلب منكم يا من لا تعرفوني...أن تنقذوني
فإن حكاياتكم الصغيرة، وقضاياكم الكبيرة، قد ينقصها في لحظة ما، أن يكملها هذا الشيء الصغير، الذي تمنحه السماء لمن تحبهم، وعليِ أن أجده سريعاً من أجلي أولاً، ثم من أجلكم... قبل أن تدهمنا اللحظة الحاسمة