Wednesday, September 02, 2009

من دفتر حكايات الوطن: عبيد وسبايا



رحت أطلب الحكايات التي افتقدتها
رحت أبحث عن الوطن، لأجدني
فجاءت الحكايات لتزيد غربتي غربتين

حكايات الثلاثة ملايين أو يزيد من أطفال الشوارع
أجساد تنتهك أو تباع، وحوش في طور النمو
فتيات تُخَزن ليتبادل عليها الفتيان أدوارهم لأسابيع
وفتيان يُخطَفون لتستهلكهم كائنات مريضة ثم تلقيهم إلى الغربان

حكايات أربع أخماس فتيات القرى اللاتي تعرضن للختان
غارقات في الجهل وانعدام الوجود
يقبلن الاغتصاب والضرب والمرض، من الأب والأخ والزوج

حكايات الخمس الأخير، المثقفات بنات الذوات
الواقفات في طابور انتظار المخلص، ابن الحلال
ليملي عليهن كيف يعشن، ماذا يرتدين ومن يكن
الضائعات في وهم الاحتياج لرجل يكمل ذاوتهن الناقصة
المستترات من أجسادهن كأنها العقاب الذي حكم به خالقها

حكايات العقول التي أصابها الخمول من قلة العمل
عقول لا تقل ذكاءً عن سواها في كل أرجاء الأرض
لكنها تسطحت وأهملت وأصابها الجفاف
فصارت كل الحكايات سواء
وصار اليوم بلا هدف
وأصبح الحماس قاصراً على مباراة كرة، أو "أفيه" في فيلم نصف جيد
حكايات من يُقاد بدلاً من أن يقود، ومن يستهلك في شره، ومن لا يرى إلا نفسه
حكايات الفراغ، يحكيها من لا يعرفون عن الحياة إلا دوائرهم الضيقة، وصراعاتهم الطفيلية

حكايات الذين يتندرون على القهاوي
بحكايات عن الآخر، يأتون بها من شيوخ وقسس التطرف على قنوات التليفزيون
يضحكون في جهل، مفسدين في العقل والروح

حكايات الذين يكتبون عن عظمة السيد المبجل، من ليس مثله في تاريخ الوطن
وترانيم الاحتفال بقدوم الإبن المنتظر، إبن الأصول الذي سيكمل المسيرة

وحكايات من يبحثون في كل ركن عن نافذة للخروج
لاعنين اليوم الذي فيه وُلدوا على ضفاف هذا النهر
حالمين بيوم الخلاص، في أرض ما وراء البحار

نعم، هكذا حدثتني الحكايات وهكذا أحزنتني
ووجدتني أراجع أبيات نسيتها من زمن
تُحكى على لسان بشر الحافي

من سيخلصها غيرك أنت وصحبك
من يرفع هذا الكرب
وينقذ هذا الكوكب
غيرك أنت وصحبك