أنا غائب عن التدوين... هذا لا فصال فيه
لكن السؤال... هل أنا أعيش، أم أنني غائبٌ عن الحياة؟
أنا واقفٌ – وكأنني منذ الأزل وإلى الأبد - في مفترق حياتي، بين الماضي والحاضر والمستقبل...
في الماضي يوجد عشر سنوات من الغرق في عصارة الاكتشاف. عشر سنوات من العشق والفن والفلسفة والإيمان والكآبة التي اكتشفتها وصنعتني.
وفي الحاضر يوجد خمس سنوات من النجاح في كل شيء، والسعادة التي تستحق صلاة شكر يومية. خمس سنوات من عمل أستمتع به، وزوجة أحبها، وإبنة أبيع العالم كله من أجل ضحكتها.
وفي المستقبل يوجد سنوات لا أعرف عددها في حياة لا أعرف شكلها، لكنها رسالة تناديني مثل حوريات البحر الأسطوري. سنوات من البحث والدرجة العلمية والنحت في أحجار الوطن العتيقة من أجل كتابة تاريخ جديد.
وأنا بين طرقاتي الثلاث عاجزٌ عن الحركة، فاقدٌ للنطق... أرفض التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي ملليمتر من حدود الماضي والحاضر والمستقبل، فأنا رسمت هذه الحدود بكل الليالي التي لم أنمها، وكل السنين التي اختصرتها بلا ندم من صحتي لأنني قررت أن حياةً على الهامش هي حياة لا تستحق أن تُعاش.
وأنا في الوقت نفسه أُدرك عن يقين أن مملكة رغباتي أوسع من حدود قدرتي، وأن معركتي خاسرة لا محالة، فلا السن يسمح، ولا العرف يسمح، ولا ساعات اليوم تسمح، ولا – بكل تأكيد – جرأة المخاطرة في قلبي تحتمل.
فما الحل إذن في هذه الدائرة المفرغة؟ سوف أستمر في مقاومة الاختيار الذي هو موت، حتى أموت............
Friday, February 17, 2006
البحث عن الأنا الآخر
Subscribe to:
Posts (Atom)