في السنة التالية لانتصارات أكتوبر المُخَلَدة
في منتصف الليل الفاصل ما بين العاشر والحادي عشر
من شهر أيلول (سبتمبر) – شهر الحصاد –
في يوم عيد النيروز (الشهداء) ومع أغاني البلح الأحمر
صرخت صرختي الأولى في هذا العالم...
في ليلة صيفية،
امتلأت سماءها بالغيوم، وبللت أرضها الأمطار
وأشعلت فيها القاهرة ألعاباً نارية من البرق والرعد...
جئت إلى هذه الدنيا، مُتأخراً نحو الشهر عن موعدي
وعلى مدى ما زاد عن رُبع قرن، وما مر بين قرنين
كان أيلول دوماً علامة فارقة في تاريخي العادي، والبعد-عادي
أشرق أيلول عندي بأول ذكرى سياسية، وأنا عمري سبع سنوات
حين قرر السادات – رَحِمَهُ الله – اعتقال كل معارضيه في ليلة واحدة
ورأيت لأول مرة غضباً جماعياً من الأهل والجيران والمدرسين تجاه شخص كنت أحبه
ولم تمض إلا أيام قلائل بعدها، وقطف الغضب رؤوساً مع الخريف
وتبدل الغضب في عيون من أعرف إلى خليط عجيب بين القلق والندم والشماتة
وأتاني أيلول الخامس عشر بكآبتي الأولى
وكتبت فيه السطور الأولى من يومياتي
وظلت كآبتي تزورني بشكل منتظم مع كل ولادة جديدة لأيلول الحزين
كانت الكآبة هي نتيجة منطقية لموت عام انقضى من عمر لا أعرف مداه،
ونهاية صيف فشلت أن أحقق فيه كل ما أرجوه،
وبداية موسم دراسي أكرهه،
ومولد عام أحاول أن أملأه بالوعود والاختيارات المليئة بالحماس والتضحيات
وظللت – فيما أذكر – ما يقرب من خمسة عشر عاماً أختبر يوم مولدي وأنا خارج القاهرة أو خارج مصر،
وكان هذا بمثابة عفو عام عن الاحتفال، وهو نوع من الأنشطة البشرية التي عجزت دوماً عن ممارستها.
وفي الذكرى السابعة والعشرين لمولدي،
تغيرت الدنيا...
حينما انهالت الطائرات على أبراج الكرامة الأمريكية،
ولم تمر أسابيع، إلا وبدأت الحرب "الصليبية" على شبح الإرهاب،
وصدقت النبؤة، فتغذي الشر بالشر... وانفجرت سنوات الدم.
ولم يشأ أيلول أن يُغَير من عاداته القديمة،
فأهداني هذا العام بطاقة خضراء صغيرة، مرسوم عليها هلال...
وبينما يحتفل الوطن المزعوم بفوز الزعيم
كنت جالساً في منزلي
أنتظر بفارغ الصبر
أن تطرق بابي زائرتي الدائمة... كآبتي
Wednesday, September 14, 2005
أيلول الحزين: احتفالات...اعتقالات...انتخابات...انفجارات...واكتئابات
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
17 comments:
welcome back :)et2a7'art shewaya ;)
أنا برضه يوم مولدي كانت هناك عواصف وبروق ورعود (معتادة في جوّ أبريل غير المعتاد)، وكان أيضاً يوم عيد (يأتي في ذلك التاريخ نادراً: مرّة واحدة حتّى الآن، في ما أظن يقيناً).
ما المغزى؟
أمّا كآبتك فلك سلطان عليها، ومش طالبة.
ـ
كل سنة وأنت طيب يا هاني، السنة دي أكيد مختلفة مع وجود أميرتك الصغيرة في الحياة، كآبة إيه يا راجل بس
amanie
كل سنة و أنت طيب يا جميل
كل سنة و أنت طيب يا غاندي
"الوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية" على رأي جبران :))
كل عام وانت بخير
وعن الكأبه تحدثت
وانا احسدك طالما ان الكأبه لاتزورك الا مرة واحده سنويا في عيد ميلادك
Happy Birthday & God Bless
...يا عم غاندى كل سنة و إنت طيب
من أجمل اللي انكتب في أعياد الميلاد..كل سنة وأنت طيب
أنا كمان من مواليد سبتمبر، بالتحديد7 سبتمبر و تميت 22 سنة و المعركة المسرحية اللي حاولنا يبقى لنا فيها دور شغالة
كنت ناوية أكتب عن المفارقة دي بس صرفت نظر..يوم زي بقية الأيام
ـ"وانا احسدك طالما ان الكأبه لاتزورك الا مرة واحده سنويا في عيد ميلادك"
يا رجب أنت مش فاهم..
هي بتزوره في عيد ميلاده، ولا تتركه..
اللي بتيجي في عيد ميلاده التالي دي واحدة تانية، وهكذا يتراكمن،
من رحم الكابة يولد الامل
مهما طالت الكابة
كل عام وانتم بخير يا.....غاندي
كل سنة و أنت طيب. على فكرة شهر سبتمبر مليان أعياد ميلاد على فكرة أنا لما اتولدت فى بغداد كانت الحرب بين العراق و ايران و كان الواحدسمع صوت الطائرات. و ضربت امريكا العراق قبل عيد ميلادى ب5 أيام فأكيد أنا كان عيد ميلادى الأكئب بدون منافس ,و الا ايه؟
شكراً للجميع على العبارات الرقيقة من نوعية "كل كآبة وأنت طيب"
ضفدع هانم، أمنحك اللقب بلا تردد
ربنا يستر عيد ميلادك الجاي
أعلم انني اكتب متاخرا جدا ولكنني ككنت بعيدا عن المدونات لفترة، ولكنني لا اريد ان افوت الفرصة دون تهنئة
وبالمرة تكون حالة الكآبة خفت شوية، خصوصا اننا مش فاضيين لكآبات أعياد الميلاد حاليا عندنا امور كتير محتاجة كل القدرات الاكتئابية
كل سنة وانت طيب
متأخرة قوي
كل سنة وانت طيب :))
HAPPY BIRTHDAY YA GAMIL I KNOW IT'S TOO LATE BUT IT'S BETTER THAN NONE...U KNOW I STARTED TO HAVE THE SAME FEELING OF DEPRESSION ON MY BIRTHDAY SEP.8. JUST IN THE PAST TWO YEARS..I USED TO BE HAPPY WITH IT SO MUCH BUT NOT NOW...BUT HAVING A NEW AIM IN UR LIFE LIKE TIA MAKES U FORGET ABOUT THAT AND FEEL HAPPY EVERY YEAR WHEN U SEE HER GROWING WITH UR LOVE AND CARE...
SARA f. KHATTAR
Post a Comment