Friday, February 17, 2006

البحث عن الأنا الآخر

أنا غائب عن التدوين... هذا لا فصال فيه
لكن السؤال... هل أنا أعيش، أم أنني غائبٌ عن الحياة؟

أنا واقفٌ – وكأنني منذ الأزل وإلى الأبد - في مفترق حياتي، بين الماضي والحاضر والمستقبل...

في الماضي يوجد عشر سنوات من الغرق في عصارة الاكتشاف. عشر سنوات من العشق والفن والفلسفة والإيمان والكآبة التي اكتشفتها وصنعتني.

وفي الحاضر يوجد خمس سنوات من النجاح في كل شيء، والسعادة التي تستحق صلاة شكر يومية. خمس سنوات من عمل أستمتع به، وزوجة أحبها، وإبنة أبيع العالم كله من أجل ضحكتها.

وفي المستقبل يوجد سنوات لا أعرف عددها في حياة لا أعرف شكلها، لكنها رسالة تناديني مثل حوريات البحر الأسطوري. سنوات من البحث والدرجة العلمية والنحت في أحجار الوطن العتيقة من أجل كتابة تاريخ جديد.

وأنا بين طرقاتي الثلاث عاجزٌ عن الحركة، فاقدٌ للنطق... أرفض التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي ملليمتر من حدود الماضي والحاضر والمستقبل، فأنا رسمت هذه الحدود بكل الليالي التي لم أنمها، وكل السنين التي اختصرتها بلا ندم من صحتي لأنني قررت أن حياةً على الهامش هي حياة لا تستحق أن تُعاش.

وأنا في الوقت نفسه أُدرك عن يقين أن مملكة رغباتي أوسع من حدود قدرتي، وأن معركتي خاسرة لا محالة، فلا السن يسمح، ولا العرف يسمح، ولا ساعات اليوم تسمح، ولا – بكل تأكيد – جرأة المخاطرة في قلبي تحتمل.

فما الحل إذن في هذه الدائرة المفرغة؟ سوف أستمر في مقاومة الاختيار الذي هو موت، حتى أموت............

9 comments:

Anonymous said...

خليك قاعد عندنا. لسه بدري.

Anonymous said...

خليك قاعد عندنا. لسه بدري.

R said...

مضطر أكتبها بالانجليزي يا باشمهندس:
ـ
just let go... it's amazing.

Lot of stories on the phone...

Joly said...

يظل الانسان طوال حياته معلقا بين الثلاثة فترات عاجزا عن اختيار طريقه .. بين ذكريات الماضي و آمال المستقبل و الحاضر بحزنه و فرحه .. كلنا نملك آمال عديدة للمستقبل و لكن بالطبع لا يكفي العمر لتحقيقها و لا حتى تكفي قرون عديدة لتحقيق نصف ما نصبو إليه ، و لكننا نظر نأمل و نتمنى دون توقف حين يحين أجلنا ..

ghandy said...

زائر مجهول يدعوني أن أظل قاعد "عندهم"، حقيقي شكراً لكن أنتم مين؟؟

رامي... حاولت أكلمك قبل كده، لازم نتكلم

جولي... أنا بس مش موافق على موضوع طول حياته، الحياة مراحل ونقط اختيار، الواحد بيقف في لحظة الاختيار لكنه لازم يمشي كتير بين كل نقطة والتالية

allfollowsome said...

لم اتوقف عند هذا البوست اسمحلى ولكنى قرات جزء من موضوعاتك
كتاباتك رائعة

Darsh-Safsata said...


" أُدرك عن يقين أن مملكة رغباتي أوسع من حدود قدرتي"

"وإبنة أبيع العالم كله من أجل ضحكتها"

مفترقات الطرق نقاط هامة، ليس كما يعتقد البعض لانها نقاط لا عودة منها، فأنا دائما أؤمن أنه يمكن دائما العودة والبدء من جديد

ولكن لا شك أنه في هذه النقاط يجب التفكير جيدا في الاختيار، ولكنني أضفت عبارتك عن ابنتك لأذكرك أنه دائما عند الاختيار هناك ثمن يدفع، قد يكون العالم كله، وقد تكون الحياة نفسها أو أقل من ذلك بكثير، ولكن عندما نقرر التضحية بشئ فهو من أجل شئ أهم لنا، فاذا كانت، يا باشمهندس :)، المحصلة إيجابية فنحن نسير إلى الأمام، أما إذا كانت سلبية فدائما هناك طريق عودة

Om Karim said...

I agree ya Ramy!
As a good wife I will agree with my hubby and tell u: "let go" ya bashmohandes! but I will add: "whatever makes you happy." whatever you still remember is what counts from the past so don't waste your present on what will be forgotten in the future.

Spirit said...

We choose where to go from anywhere we are. It's a hard decision but we have to take it looking to past and especially present hold back a lot but what makes you happy is what counts. The points where we come to choose determines our future. WISH YOU THE BEST.